!هل مسؤولين التوظيف مشغولين أكثر من مدراء ناسا؟

أرسل الصغير جاك دافيس ذو التسعة أعوام رسالة مكتوبة بخط اليد إلى وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لأنه يجد نفسه مناسباً ليشغل منصباً وظيفياً كانت قد أعلنت عنه ناسا سابقاً

في الرسالة المؤرخة في 3 أغسطس 2017 يطلب جاك الذي لازال يدرس في الصف الرابع أن يؤخذ طلبه بالاعتبار كونه يجد نفسه مناسباً ليشغل منصب مسؤول حماية الكوكب

أحد أهم الأسباب التي جعلته مناسباً لشغل هذا المنصب برأيه أن أخته الكبرى كانت دائماً تقول بأنه كائن فضائي!! بالإضافة إلى أنه شاهد العديد من أفلام الخيال العلمي المتعلقة بالفضاء

أنهى جاك الرسالة موضحاً السمات الأخرى التي تجعله مثالياً لهذا المنصب، مثل مهاراته في ألعاب الفيديو “الرائعة” وعمره الصغير”، والتي ستجعل من السهل بالنسبة له “تعلم التفكير كفضائي”. ثم وقع على الرسالة باسم “جاك، حارس المجرة”

المدهش في الأمر أن الرسالة وصلت إلى أحد المدراء الكبار في وكالة ناسا والذي قام بالرد برسالة رسمية لجاك يشرح فيها بشكل مبسط مسؤوليات هذا المنصب وأنه يشجعه على إتمام دراسته والاجتهاد ويتمنى أن يراه في ناسا يوماً ما

إن كمية الدروس المأخوذة من هذه القصة مهول فلا يمكننا أن ننكر دور عائلة جاك التي لم تستهزئ به، بل شجعته على ارسال الرسالة ومتابعة طموحاته

كذلك كان الرد الرائع من مسؤول ناسا الذي أخذ من وقته وقام بالرد على رسالة طفل بهذا العمر مكتوبة بخط اليد وفي هذا السياق لا يمكننا إلا مقارنة موقف مسؤول ناسا بما يقوم به العديد من مسؤولين التوظيف في شركات الاستقطاب الوظيفي من تجاهل الرد على جميع المتقدمين الذين يجدون بأنهم لا يحققون متطلبات المنصب الوظيفي المعلن عنه

إن هذا التعامل المجحف بحق المتقدمين للعمل عندما يتكرر يؤدي إلى حالة من الإحباط لديهم بالإضافة إلى انعدام الثقة بالنفس ويطرح لديهم العديد من التساؤلات عن أسباب عدم الرد

كما أن هذا ما يميز الشركات التي تهتم بسمعتها والتي تقوم بإرسال رسالة اعتذار في حالة عدم قبول المتقدم للمنصب الوظيفي

باعتقادي الشخصي إن عملية الاحتفاظ بالموظفين تبدأ في بعض الأحيان قبل دخولهم للشركة فبعض الأمور الصغيرة التي تقوم بها الشركة (كرسالة الاعتذار عن التوظيف) تبني سمعة رائعة لها بالإضافة لباقي الأمور التي يجب القيام بها للحفاظ على الموظفين والتي تؤدي إلى صعوبة فقدان الموظفين الأكفاء لصالح شركات منافسة

شاركها:
Share

اترك تعليقاً